حـقــــــل الرومـانســـــــيـة
عانقَت جدران منتدانا " الروضة الفيحاء "حقل الرومانسية ...
وتزيّنت مساحاته بأعذب عبارات الود والترحيب ومشاعر الأخوة والإخلاص ...
كفوفنا ممدودة لكفوفـك لنخضبها جميعاً بالتكاتف في سبيـل زرع بذور الأخلاقيـات الراقيـة
ولا نلبـث أن نجني منهـا إن شاء الله ثمراً صالحاً..
ونتشـارك كالأسرة الواحدة لتثقيف بعضنا البعض في كل المجالات
نتمنى لك قضاء وقت ممتع معنا
حـقــــــل الرومـانســـــــيـة
عانقَت جدران منتدانا " الروضة الفيحاء "حقل الرومانسية ...
وتزيّنت مساحاته بأعذب عبارات الود والترحيب ومشاعر الأخوة والإخلاص ...
كفوفنا ممدودة لكفوفـك لنخضبها جميعاً بالتكاتف في سبيـل زرع بذور الأخلاقيـات الراقيـة
ولا نلبـث أن نجني منهـا إن شاء الله ثمراً صالحاً..
ونتشـارك كالأسرة الواحدة لتثقيف بعضنا البعض في كل المجالات
نتمنى لك قضاء وقت ممتع معنا
حـقــــــل الرومـانســـــــيـة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى رومانسي محض .. خاطرة .. اشعار .. نثر .. قصة قصيرة .. ترفيه ...
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الحــــــد الفـاصــــــل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
????
زائر




الحــــــد الفـاصــــــل Empty
مُساهمةموضوع: الحــــــد الفـاصــــــل   الحــــــد الفـاصــــــل Icon_minitimeالجمعة 29 أبريل 2011, 7:30 pm

الحد الفاصل
**+**+**+**
( - قصة قصيرة - )


كانت الفكرة تتحسس طريقها إلى الإنجاز .. وكان يصارع ذاته في شبه غيبوبة محاولا تحقيقها على الورق . مد يده .. تناول القلم و هم بالكتابة ، حين تفجرت في عمق السكون ،دقات الساعة الحائطية معلنة منتصف الليل ..
أحس بدوي تلك الدقات الثقيلة المدندنة يجتاح مسمعه ،ارتعد قلبه بشكل مخيف ،اهتزت يده و كأنما قد اصابها زلزال مفاجئ مرتفعة لتصطدم بكأس الشاي القابع بين الوريقات المبعثرة على المائدة الخشبية المستديرة ، وهاوية لينكسر القلم على المائده.
ساح الشاي الفرنسي تمتصه الوُرَيْقات العطشى ، حاول أن ينقذ ورقة أو ورقتين ، لكن جريان السائل كان أسرع من حركته . التقط اشلاء القلم من بين قدميه يحاول ترميمها .. لا فائدة ..
"آآآه .. لماذا يا رب .. لقد ضاع كل شيء .. ذهبت الاوراق .. كيف العمل ؟.. يا إلهي .. المكان منقطع و المدينة بعيدة .. يجب أن أنتظر حتى الصباح .. حتى الصباح ؟ .. مستحيل .. لن أستطيع كتابة شيء في الصباح .. أيتها الساعة الملعونة .. لولا إسرار أمي على إبقائك لكنت كسرتك منذ سنين طويلة ، .. لابد أن أجد الورق .. الورق؟ .. القلم؟ .. "
طأطأ رأسه ، اصطدم نظره بالأرض ، كانت " الزربية " مبتلة بالشاي ، حدتثه نفسه أن ينظفها ، لأنه إن لم يفعل سيدبغها الشاي بلون يستعصي التخلص منه ، فتكون الطامة الكبرى في مواجهة غضب والدته. أخذ إناء به ماء ، و فوطة أنشأ ينظف " الزربية " جاثيا على ركبتيه و هو يتمتم :
-" ملعونة أيتها الساعة .. لكن ، .. كيف .. ؟"
علق عينيه بالساعة ، وكانت عقاربها متصلبه في الثانية عشر .. كأنها توقفت عن الحركة ..
-"الثانية عشر .. إنها .. أبدا .. شيء آخر .. إنها .. لا .. الفكرة .. الورق .. القلم .. "
انتصب واقفا و هو يتقدم منها محدثا نفسه :
-" إنها تذكرني .. لا .. ، .. ، إنها .. لماذا ؟ .. كيف؟ .. ؟ .. تلك اللحظة .."
تداعت إلى ذهنه صور ضبابية ، أناس كثيرون و نعش و موكب عرس .. ابتسامة والده الذي توفي منذ خمس عشرة سنة تقريبا .. صرخة طفل يعانقه نسيم الحياة لأول مرة .. كانت الأفكار تتلاطم في رأسه ، إنه لم ير والده قط ، بل لا يستطيع أن يتذكره ، كان صغيرا جدا آن ذاك . لا يذكر ، لكنه يراه في الصورة اللتي رسمتها له والدته في ذهنه ، و الصور الفوتوغرافيه النائمة في الصّوان بين الملابس .. تلك الأشباح يعرفها ، يشعر بها تتحرك في داخله ، لكنها غريبة عنه . حاول أن يرتبها ، أن بحددها ، .. صعب جدا أن يتحقق له ذلك .
انتفض كأنما اجتاحه تيار كهربائي ، أحس بصعوبة في التنفس .. كانت دقات الساعة تزيد الصور غموضا و الأفكار اضطرابا ، .. لفه رداء من الرعب المميت ، ارتفع صوته :
-" اللعنة .. إنها تشعرني بالنهاية .. إنها مخيفه .. كانت مخيفة تلك الدقات الانفجارية .. لا .. لا .. لا .."
انهمر على ركبتية دافنا وجهه في كفيه و ظل ينكمش و ينكمش .. كان يسد أذنيه بعصبية جنونية .. لكن دقات الساعة لازالت تتناهى إلى مسمعه ، تتعالى في رأسه وتتعالى .. رفع المائدة بقوة ثم أسقطها لتفقد إحدى أرجلها .. و كالمسعور بدأ يضرب بيديه و رجليه :
-" لا ..لا .. لا .. أي إحساس رهيب هذا ، .. لا .. دقاتك تنخرني .. ، تمزقني .. سأحطمك .. سأحطمك "
عض على أسنانه ، وكانت شفتاه ترتعدان : حين التحق بالمدرسة الإعدادية ، تضاعفت المصاريف ، ألح على والدته أن تبيع الساعة لكنها امتنعت بإسرار و تلألأت الدموع في عينيها ، إنه لا يستحمل رؤية الدموع في عينيها ، حاول أن يفسر لها ، أن يقنعها ، وعدها أن يشتري ساعة أجمل و أكبر فيما بعد ، لكنها توعدت و بكت بمرارة
كانت الساعة ، الشيء الوحيد الذي مازالت تحتفظ به من ريح المرحوم ، اشتراها حين كانا يجهزان البيت على بعد أيام قليلة من ليلة الزفاف
-" الساعة أصبحت تحفة ناذرة .. لا .. إلى الجحيم .. سأحطمها .."
كان العرق يتصبب من جبينه من كثرة الإجهاد و التوثر .
ذكريات الماضي البعيد كانت تلح عليه و كأن دقات الساعة ترغمه على التقهقر .
مازال يذكر ، كان في الرابعة من عمره حين خرجت والدته لتعمل خادمة في البيوت . كانت تأخذه معها أيام العطل المدرسية . صاحبها ذات مرة إلى أحد البيوت ، وبينما هي منهمكة في أشغالها تسلل إلى غرفة المكتبة و جلس إلى مكتب صاحب البيت و بدأ يلعب لعبة الاستاذ .. ، لكنه مالبث أن أحس بيد ثقيلة تحمله من صدره و صوت مرعد يزجره في غضب و لعنة ، تراجع الطفل زجعا ثم استدار يجري هاربا من الشرارات النارية المنيعثة من أجفان ذلك الرجل المتوحش ، اصطدم بمنضدة صغيرة و هو يبحث عن وجهة الباب ، فأسقط المنبه الذي كان متربعا على تلك المنضدة ، و كان أن فقدت أمه عملها ، وأدت ثمن المنبه ، وعاشا أسبوعا كاملا لا يجدان ما يسدان به الرمق ، إلا ماجاءت به الجارة مرة أو مرتين
منذ ذلك الوقت كانت أمه تحذره من التصرف بحماقة ، و تهدده ..
دقات الساعة كانت عنيدة كعناد ذلك الرجل حين كانت الأم المسكينة تبكي و تتمسح بقدميه ، بل تقبلهما ، متوسلة إليه أن يغفر لها و لابنها و أن يرحمها ، لم يكن لديها مال تدفعه غرامة ، فحرمها من الأجرة .. ارتفع صوت صاحبنا:
-" كان قاسيا .. كان متجبرا .. مثلك أيتها الساعة الجحيمية .. "
كانت دقات الساعة تحفر في رأسه كالفأس ، مطعمة بصوت أمه الباكية ، و بقساوة الجوع .. و الحياة .. و الفصل البارد ..
كان يجهد نفسه ليقف على قدميه .. حركاته كأنها مشلوله .. ذاته كأنها مفقودة .. ودقات الساعة تحط على أم رأسه .. صراخه يتعالى منتحرا في نفسه .. كانت نفسه تصرخ و لسانه يصرخ مخرسا ..
-" سأحطمك .. سأحطمك .. "
أحس أن دقات الساعة تسخر منه ، قهقهاتها تملأ الحجرة .. ، تملأ العالم .. ، تملأ الفضاء اللا متناهي .. و كان بكل طاقاته يصرخ:
-" ملعونة .. جبانة .. سأحطمك .. "
ظل يدفع جسمه بكل مايستشعر أنه قوة ، يدفع و يدفع و يدفع .. وصل إلى مرقده ، حاول أن يقف ، كل شيء فوقه يضغط عليه .. يلصقه بالأرض :
-" سأحطمك .. لابد أن .. أحطمك .. أيتها الملعونة .."
حاول أن يستعين بالحائط مرة .. و مرة .. و مرة .. ومرة .. إنه يهتز في بطء متثاقل .. يهتز .. يهتز .. و دقات الساعة تخفت و تخفت .. أخيرا ، ألقى بجسمه على الفراش .. كان منهدا ..
-"لا .. ب .. د .. أن أك .. ت .. ب "
أخذه نوم عمـــــــــيق جدا ، وهادئ جدا .. فعم السكون .. وضاعت الفكرة ..

فاطمة أمزيل
سيدة الكلمات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحــــــد الفـاصــــــل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حـقــــــل الرومـانســـــــيـة :: الفئة الخامسة :: رومانسي للاقسام الادبية :: القصص والروايات - رواية طويله - قصص قصيرة - قصص حزينه - قصص رومانسية - قصص حب-
انتقل الى: