استخدمت الزيوت العطرية والروائح الذكية في الزمن الماضي والحاضر في نواحي الصحة وللعلاج في كثير من
الأمراض .
فقد عرف القدماء أهمية الطيب والنباتات العطرية في الشّفاء وفي علاج المريض وإنعاشه ، وفي مكافحة الأوبئة .
وكان للعرب باع طويل في استخدام العقاقير الطبية والزيوت العطرية في الطب والشفاء من الجروح والأمراض
المختلفة وقد استعمل أطباء العرب القدامى الادهان المختلفة وخاصة العطرية لأغراض شتى وذكروا منافعها
الصحية في كتبهم التي ألفوها .
وكان " ابقراط " الطبيب القديم المشهور يعتبر أن سر الصحة يعود الى الاستحمام والتدليك اليومي بالعطور ، أما
في أوقات الحروب والأوبئة فكان الناس يحملون معهم ويستخدمون النباتات العطرية للحماية من الأوبئة والروائح
النتنة .
وأما عن استغلال الزيوت العطرية في الطب الحديث فقد دلّت الحقائق والدراسات العصرية على الزيوت العطرية على
أهمية العطور وتأثيرها في الشفاء والعلاج من الأمراض ، وكانت فكرة هذه تنطلق من حقيقتين مهمتين :
الأولى : تأثير الروائح الزكية على مركز الدماغ ممّا يبعث على الشعور بالراحة والسكينة عند المريض .
والثانية : انعكاسات روائح العطور الزكية على حركة الدورة الدموية والتنفس وضربات القلب وحتى الجهاز
الهضمي .
كما دخلت الزيوت العطرية في مجال التكنولوجيا ، وكذلك استغلت الزيوت العطرية في الطب الحديث للإعتناء
بجمال الوجه وللإعتناء بالجسم والتركيز الذهني وتنشيط الذاكرة وفي علاج الأمراض النفسية واسترخاء العضلات
وإزالة التوتر النفسي ، وعلى تنشيط ما يُسمى النواحي الجنسية ومعالجة مشاكلها ، وعلى تنشيط الدورة الدموية
وزيادة تدفق الدم .
وأما على صعيد مكافحة الأوبئة والتلوث فقد استخدمت بعض الروائح الزكية المنبعثة من بعض أوراق النباتات في
تنقية الجو من التلوث والغازات الضارة في البيئة وتعديل نسبة الفحم في الجو ، كما استخدم الطب الحديث بعض
الزيوت للقضاء على البكتيريا في الرئة والجهاز التنفسي وذلك باستنشاقها .
يقول احد الأطباء الغربيين : إنّ تسلل الروائح أي العطرية عبر الأغشية الأنفية والمخاطية والقصبات الهوائية يُساهم
في تدفق الدم إلى الأوعية والشرايين وتوزيعها على أنحاء الجسم مما يساهم في إنعاش نفسية المريض وتحسين
مزاجه .
فرائحة الياسمين أو النعناع تساعد على التركيز الذهني وتنشط الذاكرة ، وعطر الليمون ينشط النبض خصوصاً في
حالات الإغماء بسبب هبوط الضغط المفاجىء .